2022/12/28 20:25

آية السكن والمودة:الزواج الشرعي هو الطريق الوحيد للسكن النفسي وإشباع الغرائز وابتغاء النسل

الزواج الشرعي هو الطريق الوحيد للسكن النفسي وإشباع الغرائز وابتغاء النسل:
الزواج في الإسلام عقد ينشأ في حماية الشرع لتحقيق مقاصد معتبرة وغايات نبيلة، فهو ليس إبقاء للنسل فقط، ولكن فيه ما هو روحي، وفيه ما هو مادي، وفيه ما هو تعبدي، وكل هذه المقاصد تساعد على الاستقرار النفسيِّ والاجتماعي([15]).
ولا يمكن أنْ تتحقق هذه المقاصد في ظل عَلاقات جنسية محرَّمة؛ لأن الغرض ليس هو بناءَ أسرة، وتربية أجيال، بل هو لقضاءِ الشهوة واستفراغها فيما حرَّم الله!! لذا لم يعترف الإسلام بأية علاقة جنسية خارج إطاره ، كما حرم الزنا وسد الذرائع الموصلة إليه، وقد توسع الإمام ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ) - في مواضع كثيرة من كُتُبه- في بيان مفاسد الزنا وأنه مناقِض لصلاح العالم، وله أثره الكبيرة في خراب الدنيا والدين، ولهذا شُرِع فيه القتل على أشنع الوجوه وأفحشها وأصعبها([16]).
تجدر الإشارة إلى أنَّه إذا كان الزواج طريقا لتحصيل السكن والسعادة ، فإنه ممّا لا شكّ فيه أنّ تحصيل ذلك وتحقيقه يحتاج إلى مقوّماتٍ، أهمها:
-
أن يكون اختيار كل منهما للآخر مبني على الدين والخُلُق، "فاللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مَطْمَح نَظَرِه في كل شيء، لا سيما فيما تَطُول صُحْبَته"([17]).
-
أنْ يعرف كل منهما ما عليه من الحقوق ويجتهد في آدائها.
أنْ تُدْرِك المرأة أنَّ الله جعل الرجل قوَّاماً عليها، بما أودع الله في جنس الرجال من صفاتٍ، ككمالِ العقل، وحُسْنِ التَّدبير، والقوَّة البدنيَّة والنَّفسية، وعلى الزوج أن يُدرك أنّ قوامته لا تعني البطش والتّسلط والإذلال، وإنما تعني المسؤلية و الرعاية وحسن العشرة.