الأمانة
مطلب إسلامي حق , وثقيلة لا
تقواها حتى الجبال , وصاحبها هو العف الزاهد النزيه , ومضيّعها هو المنافق الجاحد
اللئيم 0
قال تعالى : { إنا عرضنا
الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان
إنه كان ظلوماً جهولا } الأحزاب (72)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " آية المنافق ثلاث , إذا حدث كذب ,
وإذا أوعد أخلف , وإذا أُوتمن خان " متفق عليه وفي رواية " وإن صام
وصلّى وزعم أنّه مسلم "0
الأمانة أمرها عظيم ,
ومعانيها كثيرة وجليلة , يحملها جميع الناس علموا ذلك أم لم يعلموا ، الإمام ,
القاضي , العالم , الطالب , الموظف , الجندي رب الأسرة 00000الخ0 " كلكم راع
وكلكم مسؤول عن رعيته " رواه البخاري 0
ورسولنا صلى الله عليه وسلّم
هو الصادق الأمين فبعد أن بزغ نور الحق , وعلمت قريش بما ينوي محمد أن يفعله من
نشرٍ لدينه الجديد عملت على عداوته أشدّ عداوة , إلا أن ذلك لم يثنيهم على أن
يجعلوا أموالهم وأحمالهم أمانةً عنده , ولا غرابة في ذلك فلا يوجد من هو أمين ٌ
مثل محمد صلى الله عليه وسلّم , وعند هجرته صلى الله عليه وسلّم استخلف ابن عمّه
علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ليسلّم المشركين الودائع التي استحفظها عنده 0
قال ميمون ابن مهران "
ثلاثة يؤدين إلى البَر والفاجر - الأمانة , والعهد , وصلة الرحم - "
وهي مظهر اجتماعي جلي , يدعو
إلى الترابط بين الأفراد , وإقامة العدل بين ظهرانيهم , وتأدية الحقوق اللازم
تأديتها بينهم .
والأمانة : حفظ سر , وإيفاء
وعد , وإقامة عدل , وأمرٌ بمعروف , ونهيٌ عن منكر , وصدق حديث 0
والأمانة : تحميك من كل
دنيّة ,. وتهديك محبة الناس على اختلاف آرائهم وأعمارهم 0
في ضياعها تُؤسر الحقوق ,
وتتعطّل المهن , ويغوص الناس في بحور الظن , ويتسكّعون في ميادين الوهم , لا ثقة
واضحة بينهم , ولا حب خالص يجمعهم 0
قال يزيد ابن أبي سفيان .
قال لي أبو بكر الصديق حين بعثني إلى الشام " يا يزيد أن لك قرابة عسيت أن
تؤثرهم بالأمارة , وذلك أكثر ما أخاف عليك بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلّم : " من ولي أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة
الله لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم ""
قال تعالى : { يا أيها الذين
آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون . واعلموا أنما
أموالكم وأولادكم فتنه وأن الله عنده أجرٌ عظيم } الأنفال