الكرم
وتحت مسمّاه الجود والسخاء
والإيثار والإنفاق وأبلغها الجود فمن بذل أكثر ماله فهو جواد , ومن أعطى البعض
وأمسك البعض الآخر فهو سخي , ومن آثر غيره لكبر أو احترام إلى مكان يرجوه الجميع
وبقي هو أو أخّر نفسه عنه فهو صاحب إيثار الشخص غيره في صفوف الصلاة 0
والكرم من علامات البر قوله
تعالى :{لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } آل عمران(92)
وهو أحد مقوّمات هذا الدين
العظيم , إذْ لا يقبل البخل ,ويتضجر من أهل الشح , وتوعد أهل الإنفاق بالخير
الكثير قال تعالى { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه }سبأ (39)
وأقربه إلى الله حينما يكون
خالصاً لوجه الله الكريم , لا يقصد منه المراء , ولا يراد منه السمعة قال تعالى
{
إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكورا } الإنسان (9).
من يفعل الخير لا يعدم
جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
والكرم أحد أسباب سعادة
العبد في دينه ودنياه متى ما تلمس حاجة الضعيف فقضاها , وسأل عن مطلب الفقير
فأعطاه , وتحرّى رغبات المحتاج فسددها , عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلّم قال : " لا حسد إلا في اثنتين 0رجل أتاه الله مالاً فسلّطه
على هلكته في الحق , ورجل آتاه الله حكمه فهو يقضي بها ويعلمه " متفق عليه.
قال النووي معناه . ينبغي أن
لا يُغبط أحدٌ إلا على إحدى الخصلتين .
ومعنى كلمته (على هلكته) أي
على الذين يهلكون هذا المال أي ينفقونه .
وعدّ من الرحمن فضلاً ونعمةً
عليك إذا ما جاء للخير طالبُ
ولا تمنعن ذا حاجة جاء
راغباً فإنك لا تدري متى أنت راغبُ
وكرم الفقير أجل الكرم ,
وأبلغ الجود , وأعظم معاني السمو , وأطهر عبارات السماحة .
قال يحيى البرمكي: أعط
الدنيا وهي مقبلة فإن ذلك لا ينقصك شيئاً , أعط منها وهي مدبرة فإن منعك لا يبقى
عليك منها شيئاً .
قال الحسن بن سهل ويتعجب من
ذلك ويقول :0 لله درّه ما أطبعه على الكرم واعلمه بالدنيا .
قال الشافعي رحمه الله :
أجود بموجود ولو بت طاويا
على الجوع كشحاً والحشا يتألم