2022/12/31 10:15

كيف ينظر أطفالنا إلى رمضان ؟!

كيف ينظر أطفالنا إلى رمضان ؟!
الواقع أن الأطفال يتفاوتون في نظرتهم لرمضان وما يحمله من معان بحسب ما ينالونه من ( التعبئة ) قبل رمضان وأثناءه وما كان عوده عليه أهلوهم .

فثمةَ من الأطفال من يعتبر رمضان موسم ( تسمين ) واكتناز ( خبرات ) في أنواع المأكولات ، وخاصةً إذا شاهد أن جلب المواد الغذائية إلى البيت في رمضان يفوق أي شهر آخر في أنواعها وكمياتها .

وبات رمضان عند أطفال آخرين ذا مدلول مرتبط بما يعرض عبر الشاشة من أفلام الأطفال ( المدبلجة ) أو بأفلام ومسلسلات مخصوصة برمضان برغم ما فيها من تبرج النساء ومشاهد الفسق والمجون .

وعند آخرين أنه تحول في مواعيد النوم ، ليكون الليل نهاراً والنهار ليلاً ، تبعاً لما يعيشه أهل البيت ، وفي خضم ما يشهده المجتمع من تغيير أوقات العمل والدراسة وغيرها .
وثمة أطفال ينظرون لرمضان على أنه فرصةٌ لتدريب النفس على المشاق واختبار مدى صبرها،ليثبتوا في نهاية كل يوم أنهم يدرجون في مراقي الفتوة والقوة ، ليصبحوا في مصافّ الرجال الذين يُعتمد عليهم ، وليقرروا أنهم على استعداد لحمل أمانة التكاليف الشرعية بكل قوة . وقد نال هذا الصنف حظه وافراً من صلاة التراويح ومن قراءة القرآن وإتمامه مرةً وأكثر.
والفرق بين هؤلاء وأولئك:هو ما قام في نفوس ذويهم من هم التربية والتوجيه،أو التساهل بذلك.

وهذا الذي كان سلفنا الصالح يدركونه وكانوا تعظم عنايتهم به في تربية أطفالهم ، ألا وهو التوجيه العملي والتدريب المتدرج ، وهذا ما أخبرت عنه الرُّبَيِّعُ بنت معوِّذ رضي الله عنها من أنَّ الصحابة كانوا يصومون ـ تعني عاشوراء ـ ويُصَوِّمون صبيانهم الصغار ، وأنهم كانوا يجعلون للأطفال اللعبة من العِهْن ( الصوف ) فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطوه إياه عند الإفطار . رواه البخاري ومسلم .

وكم نحن بحاجة إلى الالتفات للجوانب الوجدانية والتربوية نحو الصغار حتى يسلكوا مسالك العز والفضيلة .