كيف ينظر أطفالنا إلى رمضان
؟!
الواقع أن الأطفال يتفاوتون
في نظرتهم لرمضان وما يحمله من معان بحسب ما ينالونه من ( التعبئة ) قبل رمضان
وأثناءه وما كان عوده عليه أهلوهم .
فثمةَ من الأطفال من يعتبر
رمضان موسم ( تسمين ) واكتناز ( خبرات ) في أنواع المأكولات ، وخاصةً إذا شاهد أن
جلب المواد الغذائية إلى البيت في رمضان يفوق أي شهر آخر في أنواعها وكمياتها .
وبات رمضان عند أطفال آخرين
ذا مدلول مرتبط بما يعرض عبر الشاشة من أفلام الأطفال ( المدبلجة ) أو بأفلام
ومسلسلات مخصوصة برمضان برغم ما فيها من تبرج النساء ومشاهد الفسق والمجون .
وعند آخرين أنه تحول في
مواعيد النوم ، ليكون الليل نهاراً والنهار ليلاً ، تبعاً لما يعيشه أهل البيت ،
وفي خضم ما يشهده المجتمع من تغيير أوقات العمل والدراسة وغيرها .
وثمة أطفال ينظرون لرمضان
على أنه فرصةٌ لتدريب النفس على المشاق واختبار مدى صبرها،ليثبتوا في نهاية كل يوم
أنهم يدرجون في مراقي الفتوة والقوة ، ليصبحوا في مصافّ الرجال الذين يُعتمد عليهم
، وليقرروا أنهم على استعداد لحمل أمانة التكاليف الشرعية بكل قوة . وقد نال هذا
الصنف حظه وافراً من صلاة التراويح ومن قراءة القرآن وإتمامه مرةً وأكثر.
والفرق بين هؤلاء وأولئك:هو
ما قام في نفوس ذويهم من هم التربية والتوجيه،أو التساهل بذلك.
وهذا الذي كان سلفنا الصالح
يدركونه وكانوا تعظم عنايتهم به في تربية أطفالهم ، ألا وهو التوجيه العملي
والتدريب المتدرج ، وهذا ما أخبرت عنه الرُّبَيِّعُ بنت معوِّذ رضي الله عنها من
أنَّ الصحابة كانوا يصومون ـ تعني عاشوراء ـ ويُصَوِّمون صبيانهم الصغار ، وأنهم
كانوا يجعلون للأطفال اللعبة من العِهْن ( الصوف ) فإذا بكى أحدهم على الطعام
أعطوه إياه عند الإفطار . رواه البخاري ومسلم .
وكم نحن بحاجة إلى الالتفات
للجوانب الوجدانية والتربوية نحو الصغار حتى يسلكوا مسالك العز والفضيلة .