الإلحاح وكثرة الدعاء بذلك .
قال صلى الله عليه وسلم : ]
ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، و لا
استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار : اللهم أجره منِّي [ [ رواه
الإمام أحمد وصححه الألباني (5630) في صحيح الجامع ]
كان سفيان الثوري يستيقظ
مرعوبًا يقول : النار .. النار ، ويقول : شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات ،
ثمَّ يتوضأ ويقول إثر وضوئه : اللهم إنَّك عالم بحاجتي غير مُعلَّم ، وما أطلب إلا
فكاك رقبتي من النَّار . [ الحلية
(7/60) ]
فواظب على أن تدعو الله بأنْ
تعتق رقبتك ، وأقبل على الله بكليتك ، مع حضور القلب ، مع الانكسار والتضرع بين
يدي الرب سبحانه ، واستقبل القبلة ، وأنت على طهارة ، وأكثر من الثناء على الله
وحمده بما هو أهله ، وناده بأسمائه الحسنى ، وارفع يدك مستسلمًا ، وأكثر من
الاستغفار والتوبة ، وتحرَّ أوقات الإجابة الستة : وهي الثلث الأخير من الليل ،
وعند الأذان ، وبين الأذان والإقامة ،وإدبار الصلوات المكتوبات ، وعند صعود الإمام
يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة ، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم .
ثمَّ ألح في المسألة بأن
تعتق رقبتك من النَّار ، ومن الخير أن تتصدق بعد هذا الدعاء بصدقة فمثل هذا الدعاء
لا يكاد يرد أبدا . كما قال ابن القيم – رحمه الله – [الجواب الكافي ص (5) ]