ما يعرف بصراع الأجيال
واتساع البون بين تفكير الآباء وتفكير الأبناء :
لا ينكر عاقل أهمية انتفاع
جيل الصغار من جيل الكبار ، وإذا لم يحدث ذلك فتكون النتيجة أن يبدأ كل جيل من
نقطة الصفر ، وهذا مستحيل ..
وإذا كان العالم يشهد طفرة
هائلة من التقدم العلمي ، ولا شك في أن هذا الكم الهائل من العلم والمعرفة لم
يصنعه جيل واحد بعينه ، وإنما هو خلاصة فكر الأجيال إذ يضيف كل جيل إلى جهد سابقيه
، وهكذا تبدو أهمية احترام ما لدى جيل الكبار من خبرات يستفيد منها من بعدهم ،
يعدلون فيها ويضيفون إليها ، ولكن الخطر كل الخطر أن يعزفوا عنها ويقللوا من
أهميتها .. قد يحدث اختلاف لكن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يكون سبباً في الصراع
والتنافر ، وقد كان الخلفاء المسلون يحترمون علماءهم ممن هم أكثر منهم خبرةً ،
فهذا الرشيد يلاطف الأصمعي ويقول : هكذا وقرنا في الملأ ، وعلمنا في الخلاء ..
وروي أن المناظرات كانت تعقد
في البيوت الإسلامية ، وكان يشترط المتناظران أن يبني كل منهما مناظرته على أن
الحق ضالته والرشد غايته.