بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
لاشك ان المفسدين فى كل عصر هم أعوان إبليس و جنده من الانس , يسيرون على دربه
ويقتفون اثره وينتهجون سيرته فى إفساد ادم وبنوه من خلال نشر العرى والاباحية .
فأول مسلك سلكه إبليس مع آدم وحواء أبو البشر , هو إغرائهما بالاكل من الشجرة ,
وما ذاك إلا ليكشف عنهما لباسهما ويريهما سؤاتهما , كما بين ذلك الله سبحانه
وتعالى:" يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ
أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا
سَوْآتِهِمَا", هكذا ليكون ذلك سنة وسيرة فى عقب آدم كما حذر الله تعالى
بنوه .
هكذا يفكر المفسدون كل وقت وحين , نشر العرى , إباحة الاختلاط , إثارة الغرائز ,
التبرير لإقامة علاقات محرمة , الى ان يصل الامر الى الوقوع فى الفاحشة ,
واجتازت أوروبا هذه المراحل , فقد نزعت الى الشذوذ , بل الى التقنين له .
والذى يدعوهم الى ذلك , انهم يدركون جيدا ان أهم عوامل القضاء على المجتمعات
وتفكيكها , هو إباحة الفوضى الجنسية , فالانسان الذى تسيطر عليه الشهوة وتتملكه
الغريزة يصير كالبهيمة لاعقل له ولاقلب فقط هو متبع كل همه ومبلغ علمه هوإشباع
هذه الغريزة وتسكين هذة الشهوة , والتخلص من القلق المضجع والتوتر المؤلم من
جراء ذلك فلا يبالى بإتقان عمل ولا حفظ علم ولا بمراعاة خلق , ولا تأدية حق ,
فقط الشهوة , ويصاحبه فى هذة الحالة إستعداد نفسى لفعل أى شىء من إفراغ هذه الشهوة
, وإذا تم له ذلك فسرعان ما تعود من كثرة المثيرات التى تعج من حوله , وهكذا
يعيش الانسان بل هدف يسيطر عليه القلق الدائم المفضى الى الإكتئاب ومن بعده
الانتحار .
ومن آثار هذا الفكر الخبيث إقامة الصراعات الداخلية التى تنشأ من جراء التنازع
والتنافس على قضاء الشهواء وإفراغ النزوات , ولعلنا نتذكر أول حادثة فى تاريخ
البشرية .
فضلاً عن اختلاط الانساب , وتفكك الروابط الاجتماعية التى هى عضد الدول
والمجتمعات ونواتها , وقد وصفه الله تعالى بأنه مقتا وساء سبيلا .
وقد اعتمد هؤلاء الشياطين فى سبيل تحقيق هذا الغرض الخبيث على أمرين :
اولهما: إثارة النزوات والمطالب البشرية التى جبل عليها الانسان , ومن ثم
استغلال ذلك فى التلبيس بين الحق والباطل , والخلط بين النافع والضار , هكذا فعل
إمامهم إبليس مع آدم عليه السلام , فقد أثار فيه غريزة حب التملك وكراهية الفناء
, فالانسان بطبعه مفطور على نيل ما حيل دونه وتحصيل ما منع منه , والممنوع لديه
مرغوب , "وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ
إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ" .
الثانى: الايحاء على الناس وإيهامهم بأنهم مصلحون , لا يبغون الا الخير , ولا
يريدون الا سعادة الاخرين , ويلبسون عليهم باسم العلم المادى المجرد والدليل
النظرى , فقد أقسم إبليس لأدم على إخلاصه معه ونصحه له , "وَقَاسَمَهُمَا
إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ" .
وقد تبنى اليهود وهم المفسدون حقا هذا الفكر الخبيث , فهم يزعمون باطلاً أنهم
شعب الله المختار , وأن الله تعالى قد خلق الامميين حيوانات فى صورة بشر لخدمة
اليهود , وقد جاء فى التلمود :"إن الامميين هم الحمير الذين خلقهم الله
ليركبهم شعب الله المختار " , لذلك يستبيحون إفساد العالم من السيطرة عليه"
.
ومن أجل هذا المعتقد الفاسد كونوا جماعات ومنظمات سرية عالمية تبتغى إفساد
الامميين , وقد قرر الله تعالى هذة الحقيقة وحذر منها , قال تعالى:"
وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُفْسِدِينَ" , وجاء الفعل بصيغة المضارع ليفيد الاستمرار والديمومة ,
وأكده بالنون للحذر والحيطة , ولكن أين المتدبرون ؟
فقد ركب هؤلاء المفسدون ومن افتتن بخبثهم ركب الشيطان وسار على دربه , فتبنوا
بعض المفاهيم التى ظاهرها الخير وباطنها الشر كل الشر , مثل التحرر وعدم قمع
المشاعر والاحاسيس , وأهمية الاختلاط , وان الدين والاخلاق ما هما الا قيودا
تكبل حرية الانسان وتعيق تقدمه .
وقد استغلوا فى ذلك ما كانت عليه أوروبا فى عصورها المظلمة من جهل وتخلف وقمع
وتسلط من قبل رجال الدين آنذاك , الذين سلبوا من شعوبهم كل مقومات الانسانية
باسم التفويض الالهى المزعوم , فكانت أوربا تربة خصبة لتنفيذ هذا المخطط الفاسد
, فدعموا العداء والكره بين رجال الدين والشعب , وروجوا لمظاهر الطغيان الكنسى .
وائتموا فى ذلك بإبليس إمامهم , فأشاعوا بين الناس الافكار والنظريات التى هى من
بنيات أفكار أعضائهم , التى تحرض على كره الاديان كل الاديان وليس المحرفة فقط
وبث التحرر والاباحية فى نفوس الاوربيين , ومن أهمها نظرية دارون التى دعت الى
الالحاد والشهوة , فانتشر هذا الفكر بين الناس انتشارا سريعا من جراء التحرر من
القمع الذى مارسته عليهم الكنيسة آنذاك .
وقام فرويد اليهودى الماسونى بتفسير كل نشاط يقوم به الانسان الى الجنس , وان
الكبت الجنسى وعدم اطلاقه ينشأ عنه ما أسماه بعقدة أوديب ومن هذه العقدة تتكون
القيم والاخلاق على حد زعمه , وزاد انها عملية ضارة تنشأ عنها الاضطرابات
النفسية والعصبية فضلا عن تأخر الانتاج . وقد روجوا لهذا الفكر الخبيث رواجا
عظيما فى جميع جنبات الارض , الى حد افتتان بعض المسلمين بها .
ونظيره دوركايم الذى زعم ان الزواج ليس من الفطرة , وان الاصل ان تكون البشرية
كالبهائم .
وقد وقف اليهود وأعوانهم من خلف هؤلاء وغيرهم , يروجون لافكارهم الخبيثة ,
ويسفهون معارضيهم , ويسومونهم بالتخلف والرجعية, فهم الذين صنعو دور السينما
والمسارح ونشروها فى العالم كله , وهم الذين يسيطرون على وسائل الاعلام فى جميع
أنحاء العالم , وهم أصحاب فكرة معارض الازياء ومسابقات ملكات الجمال , ولا تجد
شرا وسؤا الا ومن وراءه اليهود ومن ساروا على دربهم, فسرت هذةه الافكار فى الناس
سريان النار فى الهشيم , لانهم اعتمدوا على التلبيس والخداع مثل إمامهم إبليس .
وفى النهاية لا يسعنا الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل , وان نهب مدافعين عن
قيم ديننا الحنيف , وان نقى ابنائنا وبناتنا شرهم وان نبث فىهم خطرهم .
قال الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ
حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ
يُحْشَرُونَ" .
وقال تعالى:" وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ
الْمَاكِرِينَ" .
|