عائشة وأمّهات المؤمنين
ذكرت عائشة -رضي الله عنها-
أنّها كانت تغار من زوجات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد أخبرت أنّ أكثر من
كانت تغار منها هي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فبالرّغم من أنّها كانت متوفّية
منذ وقتٍ طويلٍ حين تزوّجت عائشة بالنبيّ عليه السّلام، إلا أنّ النبي كان يحبّها
حباً شديداً ويكثر من ذكرها، حتّى غارت منها عائشة -رضي الله عنها- أشدّ الغيرة،
وقد غارت أمّهات المؤمنين كذلك من عائشة رضي الله عنها؛ لحبّ النبيّ الظّاهر لها،
وقد راجعته زوجته أم سلمة -رضي الله عنها- ذات مرّةٍ؛ لأنّ أصحابه -صلّى الله عليه
وسلم- كانوا إذا أرادوا أن يهدوه شيئاً، أهدوه إياه وهو في بيت عائشة،فراجعته أمّ
سلمة في ذلك، وبعد إلحاحٍ منهنّ قال -صلّى الله عليه وسلّم- لأمّ سلمة رضي الله
عنها: (لا تُؤذيني في عائشةَ، فإنَّ الوَحْيَ لم يَأتني وأنا في ثوبِ امرأةٍ إلَّا
عائشةَ)