أسباب حب الرسول لخديجة
يعود حبّ رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- لخديجة -رضي الله عنها- إلى العديد من الأسباب، منها ما يأتي:
الإيمان برسول الله -صلى
الله عليه وسلم- حين أرسل الله -تعالى- له الوحي، وحسن تصرّفها وحكمتها في ذلك
الوقت، وتثبيتها له، وإقرارها أنّ هذا الأمر هو صراط الله -تعالى- المستقيم، فلمّا
جاءها يرتجفُ خوفاً طمأنته قائلةً له: (كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ
أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ،
وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ)، وقولها -رضي الله عنها- هذا
يدلّ على أنّ من يتّصف بمثل هذه الصفات من مكارم الأخلاق فلن يصيبه شر، ثمَّ أخذته
-رضي الله عنها- إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، فبشّره أنَّه رسولٌ من عند الله
-تعالى-
وقوفها مع رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-، والتَّخفيف عنه في العديد من المواقف، وهو ما دفع رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- أن يتوجّه إليها دوناً عن غيرها لمّا أُنزل إليه الوحي، فتصرّفت
برجاحة عقلٍ وثباتٍ ويقينٍ، وقد قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ
نسائِها خَديجةُ بنتُ خوَيْلدٍ وخيرُ نسائِها مَريمُ بنتُ عِمرانَ)، فهي التي أقرّ
لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّها خير نساء هذه الدُّنيا في زمانها كما
كانت مريم -عليها السلام- خير نساء الدُّنيا في زمانها،وقد ظهر عطفها وحنوُّها
ومعاونتها ومساندتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الكثير من المواقف.
البِشارة من الله -تعالى-
بأنّ لها بيتاً في الجنّة، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: (أَتَى
جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه
خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا
هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا
ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ).
معاونتها لرسول الله -صلى
الله عليه وسلم- في نشر رسالة الإسلام، ووقوفها معه في أحلك المواقف، ومشاركتها
معه في الجهاد، وإنفاق مالها ونفسها في سبيل الله -تعالى-أوّل الخَلق إيماناً
برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك بإجماع الأمَّة
طاعتها لزوجها، وعدم خروجها
عن إرادته أو معاندته، فهي -رضي الله عنها- طيلة حياتها لم تحزنه أو تحوجه
لمعاتبتها أو مقاطعتها.