صفة الحياء والعفة
كانت أسماء بنت عميس -رضي
الله عنها- تأتي إلى ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة -رضي الله عنها-
لتطمئن عليها لمّا مرضت، فقالت لها فاطمة: "إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء
بعد موتهن، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها، وإني سأموت وأستحي أن أحمل في
جنازتي على السرير ظاهرة أمام الناس"، فأخبرتها أسماء أنّها رأت النّاس في
الحبشة يقومون بصنع النعوش للنساء، فيحملونهنّ بها في جنازتهنّ، وقالت لها أنّها
تستطيع أن تصنع لها واحداً من هذه النعوش، فوافقت فاطمة، فقامت أسماء وأتت بجريد
النخل وصنعت منه نعشاً، فأُعجبت به فاطمة، يقول ابن عباس -رضي الله عنه-:
"وما رأيتها مبتسمة بعد أبيها إلا يومئذ، وكانت رضي الله عنها أول من حُمِلت
في نعشٍ في الإسلام."