2022/12/31 07:24

صفة الشجاعة

صفة الشجاعة

اتّصفت صفية بنت عبد المطّلب -رضي الله عنها- بالشّجاعة، فقد كانت أوّل امرأة قتلت مشركاً دفاعاً عن الإسلام، وهي عمّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد عانت وابنها الزبير بن العوام ما عاناه السابقون إلى الإسلام من تعذيب قريش، ولما أذِن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لصحابته بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة تركت خلفها بيتها وموطنها، واتّجهت مهاجرةً إلى المدينة المنورة، رغم أنّها كانت تبلغ السّتين من عمرها، وبرزت شجاعتها في غزوة أحد حين خرجت للجهاد، فتولّت مهمة سقي الماء وإمضاء السيوف، ولمّا بدأ المسلمون بالانسحاب وتقدّم المشركون، أقدمت وأخذت رُمحاً، ودخلت تُقاتل بين الصّفوف، فلمّا رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- خشي أن ترى أخاها حمزة -رضي الله عنه- الذي قُتل ومُثّل به، فأمر ابنها الزبير أن يعيدها، فلمّا أتاها ابنها أخبرته أنّها قد بلغها مقتل حمزة، فأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الزبير أن يدعها، ولمّا انتهت المعركة ورأت ما فُعل بأخيها، قالت: "إنّ ذلك في الله، لقد رضيت بقضاء الله، والله لأصبرنّ ولأحتسبنّ إن شاء الله"

أمّا في غزوة الخندق فقد جعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع مجموعةٍ من النساء في حصنٍ لحسّان بن ثابت من أجل حمايتهم خوفاً من غدر المشركين، فلمّا حلّ الليل وكان رجال المسلمين على أطراف المدينة يدافعون عنها، رأت صفية شَبَحاً يتحرّك حول الحصن، وإذ به يهوديّ أقبل ليتجسّس على الحصن ويتحسّس أخباره ويعلم أفيه رجال أم نساء، فعلمت أنّه من يهود بني قريظة، وقد نقضوا عهدهم مع المسلمين، فعادت إلى الحصن وجهّزت نفسها وأخذت عاموداً، وعادت تراقبه حتّى صار في موضعٍ يُمكّنها من النيل منه، فانقضّت عليه وضربته بالعامود حتّى قتلته.

والصحابية الفاضلة نُسيبة بنت كعب -رضي الله عنها-؛ حيث توعّدت مُسيلمة الكذاب الذي عذّب وقتل ابنها حبيب بن زيد بن عاصم ليرتدّ عن دينه، لكنّه ثبت ولم يرتدّ، فلمّا علمت بمقتله أقسمت أن تقاتل مسيلمة حتى يقتلها أو تقتله، فخرجت إلى معركة اليمامة، وهي المعركة التي قُتل فيها مُسيلمة، وقاتلت ببسالةٍ حتّى قُطعت يدها، وخرجت من المعركة بيدٍ واحدةٍ، ونزفت حتّى تُوفّيت -رضي الله عنها-