كيفية طاعة الزوجة لزوجها
طاعة الزوجة لزوجها تكون
بأمورٍ كثيرةٍ بيانها فيما يأتي:
1- تمكين الزوجة نفسها لزوجها للقيام بالعلاقة
الزوجية التي أقرّها الإسلام، ولا يَحقُّ لها رفض ذلك في حال عدم وجود المانع
والعذر الشرعيّ، لأنّ من أسباب الزواج أن يَعُفَّ كلّ من الرجل والمرأة أنفسهم من
الوقوع في الحرام، وقد أخرج الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن أبي هريرة
-رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا دَعا الرَّجُلُ
امْرَأَتَهُ إلى فِراشِهِ، فأبَتْ أنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ)
2- حِرْص الزوجة على عدم استقبال من لا يُفضِّل
الزوج تواجده في بيته، نساءً كانوا أو رجالاً، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه
وسلم- أنه قال: (فأما حقُّكم على نسائكم فلا يوطئنَ فرُشَكم من تكرهون ولا يأذنَّ
في بيوتكم لمن تكرهون)، ولا يجوز للزوجة أن تُدخل رجلاً أجنبياً عندها إلى المنزل
في حال غياب زوجها حتى لو كان أخو زوجها أو من أقاربه غير المحارم، فقد أخرج
الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن النبي
-صلى الله عليه وسلم- قال: (إيَّاكُمْ والدُّخُولَ علَى النِّساءِ فقالَ رَجُلٌ
مِنَ الأنْصارِ: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قالَ: الحَمْوُ
المَوْتُ)
3- استئذان الزوجة لزوجها قبل خروجها من البيت، لأنّ
الزوجة تحت مسؤولية زوجها، فلا تخرج دون إعلامه إلا في حالات الضرورة؛ كزيارة
أبويها في حال مرضهم، أو الخروج لعلاج نفسها أو أطفالها من مرضٍ خطير، وقد استدلَّ
الفقهاء بأحاديث عدَّة تؤكّد على وجوب استئذان المرأة لزوجها في حال خروجها من
المنزل، حيث روى عبد الله ابن عمر -رضي الله عنه- أنَّه سمع رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- يقول: (لا تَمْنَعُوا نِساءَكُمُ المَساجِدَ إذا اسْتَأْذَنَّكُمْ)،
واستدلَّوا أيضاً بما روته عائشة أمُّ المؤمنين -رضي الله عنها- من حديثٍ طويل
قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ائْذَنْ لي إلى أبَوَيَّ، قَالَتْ: وأَنَا
حِينَئِذٍ أُرِيدُ أنْ أسْتَيْقِنَ الخَبَرَ مِن قِبَلِهِمَا، فأذِنَ لي رَسولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَيْتُ أبَوَيَّ)
4- احترام الزوجة لزوجها وتلبية رغباته، وإيجاب
طلباته قدر المستطاع وبما يُرضي الله -تعالى-، والتزيّن والتطيّب له، وملاقاته
بوجهٍ طَلِق والحرص على طاعته بالمعروف، ومشاركة الزوج المناسبات الاجتماعية
أفراحاً كانت أو أحزاناً.
5- إحسان الزوجة لزوجها وأولادها، واستئذان الزوجة
زوجها في حال رغبتها بصيام التّطوع، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى
الله عليه وسلم- قال: (لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ
إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن
نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ)
6- تَوَلّي الزوجة أمور المنزل، وذلك إحساناً منها
لزوجها الذي يسعى ويجتهد ليوفّر لها ولأولاده المال وسُبل الراحة في الحياة
الدنيا، فتحرص الزوجة على توفير جوٍّ منزلي يَسوده الهدوء، والسكينة، والراحة،
والطمأنينة، ويَحقّ للزوجِ وعظ وإرشاد زوجته وتأديبها في حال نشوزها؛ أي عصيانها
له بغير حقّ، قال -تعالى-: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا
تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)
