قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ
التَّبْجِيْلَا --- كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُوْنَ رَسُوْلًا فالمعلم كالرسول في إنارة طريق
الأمة وبناء الأجيال المثقفة التي تخدم المجتمع، وحتى يكون المعلم مثاليًّا، وحتى
يحقق المعلم رسالته على أكمل وجه، وحتى يسير بالأجيال والأوطان إلى التقدم
والرقي، يجب عليه أن يكون متمكنًا في علمه، مخلصًا في عمله، مقتدرًا على حل
المشكلات وإزالة العثرات التي تعترض طريق طلبته، قدوة حسنة في خُلقه، لينًا في
معاملته؛ فباللين يمتلك المعلم قلوب الطلاب، وامتلاك قلوبهم أسهل وأيسر طريق إلى
امتلاك عقولهم وتغذيتها بالعلم النافع، والمعلم المثالي هو مَنْ يكون معتدلًا
وسطيًّا في التعامل مع تلاميذه؛ فلا يجور عليهم، ولا يبالغ في التهاون معهم؛
فالأمة الإسلامية تمتاز بِوسطِيَّتها، والنبي –صلى الله عليه وسلم- أمرنا
بالتوسط والاعتدال في أمور ديننا ودنيانا، ومن حق المعلم على الطلاب والمجتمع أن
يقدموا له الاحترام والتقدير، وأن يحسنوا التعامل معه، ويحافظوا على مكانته،
ويستمعوا جيدًا إلى نصائحه؛ فالمعلمون وأهل العلم أعلم من غيرهم بالنصائح، حيث
يقدمون النصائح التي تنفع الأجيال، وتحميهم من الوقوع في الخطأ؛ لذلك ينبغي عدم
تجاهل نصائحهم وإغفالها؛ فالله –سبحانه وتعالى ميّزهم عن غيرهم في آيات كثيرة،
ومنها قوله –سبحانه وتعالى-: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِيْ الَّذِيْنَ
يَعْلَمُوْنَ والَّذِيْنَ لا يَعْلَمُوْنَ" [الزمر:9]، ويجب على أولياء
أمور الطلاب أن يتواصلوا مع المعلمين؛ ليأخذوا ملاحظاتهم بعين الاعتبار،
ويتشاركون معًا من أجل بناء جيل أفضل، وصنع وطن أجمل، كما يجب على أولياء الأمور
أيضًا بناء صورة حسنة عن المعلمين في عقول أبناءهم، حتى يظل الأبناء محافظين على
مكانة ومنزلة المعلمين في قلوبهم وعقولهم. |