أم عمارة
أم عمارة هي إحدى
الصحابيّتان اللتان بايعتا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيعة العقبة، وهي
امرأةٌ محاربةٌ مجتهدة جادّة، ذات صوم ونُسُك، وفيما يأتي توضيح بعض المعلومات
عنها:
اسمها: نسيبة بنت كعب بن
عمرو، المعروفة بأم عمارة.
زواجها: تزوّجت من زيد بن
عاصم.
أولادها: لها ولدان هما: عبد
الله بن زيد، وحبيب بن زيد.
جهادها: شاركت في عدد من
المواقف البطولية منها ما يأتي:
1- مبايعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيعة
العقبة.
2- المشاركة في الحروب مع الرسول -صلى الله عليه
وسلم-، ومنها غزوة أُحد.
3- المشاركة في سقي المجاهدين، وتضميد جراح
المقاتلين في غزوة أُحد، وشاركت فيها مع جميع أفراد عائلتها؛ زوجها وأولادها
وأختها، وكانوا ممن ثبتوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودافعوا عنه، وقد ساعدها
ابنها عبد الله في قتل عدو الله مسلمة، ولم تأبه بالدم الذي كان ينزف من يديها،
والنبال التي تتطاير من فوقها، ومن ثمَّ ضمدت جراح ولدها وشجّعته على قتال العدو
بالرغم من تعبه ونزفه، وأخذت تبحث عن ترس لتتلقى به السهام والنبال وتدافع عن رسول
الإسلام، في وقتٍ كان بعض المقاتلين يفرّون فيه بينما هي كانت تجمع بين سقي
العطشى، وتضميد الجرحى، وقد دلّها الرسول على قاتل ابنها فضربته على ساقه وطرحته
أرضاً، وأكمل عليه طلحة بسيفه، وطمأنها رسول الله وهدَّأ من روعها.
وقد لاحظ رسول الله ضربة في
عاتقها، فأمر ابنها أن يضمّد جراحها، ودعا لها ولأهل بيتها بالبركة والرحمة، ثم
طلبت منه أن يدعو لهم بأن يكونوا رفقائه في الجنّة ففعل، فقالت: "ما أبالي ما
أصابني من الدنيا بعد ذلك"، وعندما انتهت غزوة أُحد وعاد الرسول -صلى الله
عليه وسلم- إلى المدينة واستراح؛ أخذ يُخبر النّاس بما فعلته أم عمارة في أُحد،
وأنَّه لم يلتفت يميناً ولا يساراً إلَّا ويجدها تقاتل دفاعاً عنه، وأخذ الحديث عن
بطولاتها ينتشر بين الرجال والنساء، وقد دخلت عليها أم سعد الأنصارية فوجدتها قد
طابت، ووقفت تصلّي شكراً لربها وتقرأ آيات النّصر التي أنزلها الله -تعالى- منها
قوله: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّـهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ
حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ
مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن
يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا
عَنكُمْ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ* إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا
تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ
غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ
وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
وسألت أم سعد أم عمارة عن
الجرح الأجوف الذي في عاتقها، فأخبرتها أنّها قد أصيبت به أثناء دفاعها هي ومصعب
بن عمير -رضي الله عنه- عن رسول الله من ابن قمئة الذي كان ينوي ويُصرّ على قتل
الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لكنّهما تصدا له، فضربها هذه الضربة فضربته بدلاً منها
ضربات عديدة، ولكنه كان يلبس درعاً يحميه