2022/12/30 17:17

أم سليم بنت ملحان

أم سليم بنت ملحان

أُم سليم -رضي الله عنها- هي من الصحابيات اللواتي جاهدن في سبيل الإسلام؛ فقد شاركت في معركتي أُحد وحُنين، وفيما يأتي ذكر بعض المعلومات عنها

اسمها: اخْتُلِفَ في اسمها فقيل: الرُّمَيصاء، والغُمَيصاء، وسهلة، ومليكة، ورميلة، لذلك ذُكرت بلقبها لأنَّه أصح ما ذُكر فيها، وهو أم سُلَيْم بنت ملْحان، وملْحان: هو مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجّار.

زواجها: تزوّجت من مالك بن النضر أبو أنس بن مالك، فولدت له أنساً، ثمّ قُتل عنها زوجها وكان مشركاً، ثمَّ أسلمت وتقدّم لخطبتها أبو طلحة، لكنها رفضت لأنَّه مشركٌ، ودعته إلى الإسلام فأسلم، وكان مهرها إسلامه، وأنجبت له عبد الله وأبا عمير.

روايتها: روى عنها الحديث عددٌ من الصحابة والصحابيات منهم: أُم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وخولة بنت حكيم، وأُم سلمة، وابنها أنس، وأبو أمامة بن سهل.

صفاتها: عُرفت أُم سليم بعددٍ من الصفات الحسنة، منها ما يأتي:

الحكمة والعقل: لِما رُوي عنها في المسند: (أنَّ أبا طَلْحةَ مات له ابنٌ، فقالت أُمُّ سُلَيمٍ: لا تُخبِروا أبا طَلْحةَ حتى أَكونَ أنا الذي أُخبِرُه. فسَجَّتْ عليه، فلمَّا جاء أبو طَلْحةَ وضَعَتْ بيْن يَدَيهِ طعامًا، فأكَلَ، ثمَّ تَطَيَّبَتْ له، فأَصابَ منها، فعَلِقَتْ بغُلامٍ، فقالت: يا أبا طَلْحةَ، إنَّ آلَ فُلانٍ استَعارُوا مِن آلِ فُلانٍ عاريَّةً، فبَعَثوا إليهم: ابعَثُوا إلينا بعاريَّتِنا، فأبَوْا أنْ يَرُدُّوها، فقال أبو طَلْحةَ: ليس لهم ذلك؛ إنَّ العاريَّةَ مُؤَدَّاةٌ إلى أهْلِها، قالت: فإنَّ ابنَك كان عاريَّةً مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد قَبَضَه. فاستَرجَعَ، قال أنسٌ: فأُخبِرَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بذلك، فقال: بارَكَ اللهُ لهما في لَيلَتِهما)

الإقدام والشجاعة: لِما رواه عنها ابنها أنس -رضي الله عنه-: (أنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَومَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا، فَكانَ معهَا، فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذِه أُمُّ سُلَيْمٍ معهَا خِنْجَرٌ، فَقالَ لَهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: ما هذا الخِنْجَرُ؟ قالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ، بَقَرْتُ به بَطْنَهُ)

الفقه والعلم: كما ورد في صحيح البخاري: (أنَّ أهْلَ المَدِينَةِ سَأَلُوا ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ امْرَأَةٍ طَافَتْ ثُمَّ حَاضَتْ، قالَ لهمْ: تَنْفِرُ، قالوا: لا نَأْخُذُ بقَوْلِكَ ونَدَعُ قَوْلَ زَيْدٍ قالَ: إذَا قَدِمْتُمُ المَدِينَةَ فَسَلُوا، فَقَدِمُوا المَدِينَةَ، فَسَأَلُوا، فَكانَ فِيمَن سَأَلُوا أُمُّ سُلَيْمٍ، فَذَكَرَتْ حَدِيثَ صَفِيَّةَ)،[١٨] وحديث صفية هو: (حَاضَتْ صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ، فَقالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: عَقْرَى حَلْقَى، إنَّكِ لَحَابِسَتُنَا، أما كُنْتِ طُفْتِ يَومَ النَّحْرِ؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فلا بَأْسَ انْفِرِي)