حكم عقوق الوالدين في
الإسلام
الخوض في الحديث عن مكانة
برّ الوالدين في الإسلام يقتضي وجوبًا توضيح حكم عقوقهما في ضوء الكتاب والسّنّة،
فقد أشارت النصوص الشرعيّة إلى حُرمة عقوق الوالدين، وإلى أنّ غضبهما من غضب الله
تعالى، ولقد جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "ذَكَرَ
رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَبَائِرَ، أوْ سُئِلَ عَنِ
الكَبَائِرِ فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ
الوَالِدَيْنِ، فَقالَ: ألَا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ قالَ: قَوْلُ الزُّورِ"،
فواجبٌ على الإنسان المسلم أن يبرّهما ويطيعهما فيما يُرضي الله، وأمّا عن الطّاعة
فيما لا يرضي الله فلا تستوجب القبول، حيث قال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ
أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا
فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ
إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}