مكانة بر الوالدين في
الإسلام
تكمن مكانة برّ الوالدين في
الإسلام في الأهميّة التي بيّنتها التعاليم والأحكام الشرعيّة التي نزلت على
النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفيما يأتي بعض أهمّ الشواهد من القرآن والسنّة التي
تدلّ على مكانة برّ الوالدين في الإسلام:
1- إنّ طاعة الوالدين من طاعة الله سبحانه وطاعة
الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وذلك ما سلف توضيحه في قوله تعالى: {وَقَضَىٰ
رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}،
وقد ورد في الحديث الصّحيح
الذي رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: "سَأَلْتُ النبيَّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ
علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟
قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ
لَزادَنِي"
2- إنّ برّ الوالدين سببًا من الأسباب التي تدفع
المرء ليكون من الوارثين لجنّات النّعيم في الحياة الآخرة، وقد روى أبو هريرة -رضي
الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ
رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن
أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ
الجَنَّةَ"
3- إنّ برّ الوالدين والاحترام والطّاعة والشكر لهما
يورثان المحبّة والألفة ويفتحان أبواب الخير في وجه المرء، فهما السبب الرئيس في وجوده
في الحياة الدّنيا.
4- إنّ برّ الوالدين وطاعتهما في حياتهما قد يكون
سببًا رئيسًا لأن يُرزق المرء برًّا بأولاده، وذلك انطلاقًا من المبدأ التشريعيّ
العظيم الذي أوجبه الله -تعالى- في الحياة الدّنيا، حيث قال -تعالى- في سورة
الرحمن: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ