وتعليم الطفل في الصغر أهم
وسيلة لتعويده طلب العلم وغرس حب العلم في نفسه .
قال الأستاذ محمد الصباغ :
((سمعت من الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله أن رجلاً جاء يسترشد لتربية ابن له أو
بنت وُلِدت حديثاً فسأله كم عمرها ؟،
قال : شهر ، قال : فاتك
القطار ، وقال : كنت أظن في بادئ الأمر أني مبالغ ثم عندما نظرت وجدت أن ما قلته
الحق وذلك أن الولد يبكي فتعطيه أمه الثدي فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة
إلى الوصول إلى ما يريد ويكبر على هذا ، فإذا ضربه اليهود بكى في مجلس الأمن يظن
أن البكاء والصراخ يوصله إلى حقه
"
وقال ابن عباس: (( من قرأ
القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبياً )).
وقال عبد الله بن مسعود: ((
تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه )).
وعن الحسن قال: ((طلب الحديث
في الصِّغر كالنقش في الحجر)).
ويجب أن تغرس في نفس الطفل
حب العلم من الصغر وأنهم سبب للفضل و الرفعة في الدنيا و الآخرة مما رواه أبو
إسحاق : كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عُنُقُه داخلاً في بدنه وكان منكباه خارجين
كأنهما زُجَّان فقالت له أمه : يا بني لا تكون في قوم إلا كنت المضحوك منه المسخور
به فعليك بطلب العلم فإنّه يرفعك قال : فطلب العلم قال : (( فَوُلِّي قضاء مكة
عشرين سنة ، قال : فكان الخصم إذا جلس بين يديه يُرْعَدُ حتى يقوم))
وهكذا حرصت تلك المرأة
المسلمة على صناعة ذلك العلم وغرست في نفسه حب العلم ليكون له الفضل في الدنيا
والآخرة.
ولقد حرص الصحابة والتابعين
وأصحاب الحديث على تعليم الصغار فهذا الحسن يقو ل: (( قدموا إلينا أحداثكم فإنهم
أفرغ قلوباً وأحفظ لما سمعوا)).
وهذا سعيد بن رحمة الأصبحي
يقول: (( كنت أسبق إلى مجلس عبد الله بن المبارك بليل معي أقراني لا يسبقني أحد
ويجيء هو مع الأشياخ فقيل له : قد غلبنا عليك هؤلاء عسى الله أن يبلغ بهم ))
وهكذا علينا غرس حب العلم
وتعليم الأطفال في الصغر، حتى إذا ترسخ ذلك في عقولهم وأنفسهم طلبه الطفل طلباً
ذاتياً وتحمل فيه الصعاب والمشاق وسهر الليالي في سبيله دون إلحاح والوالدين.