أولى الإسلام صلة الأرحام
أهميةً عظيمةً، وقدّمها على كثيرٍ من الأعمال الصالحة، ومما يدل على ذلك ذكرها
مقرونةً في القرآن مع الوصيّة بالتقوى، قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ)
فقد أمر الله -سبحانه
وتعالى- عباده بصلة الأرحام بعد أمره لهم بتقواه، ليُبيّن سبحانه أن صلة الرحم إن
فعلها الإنسان ابتغاء وجه ربه الكريم وطلباً للأجر في الآخرة فهي من علامات تحقّق
التقوى في قلب العبد المسلم.
وتُعدُّ صلة الرحم بُرهاناً
دالّاً على صدق الإيمان؛ فالواصلون لأرحامهم من أهل الإيمان بالله تعالى، قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ
فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ
رَحِمَهُ). والنبي- صلى الله عليه وسلم- هو أوصل الناس لرحمه، وأتقاهم لربه
وقد دعا النبي- صلى الله
عليه وسلم- قومه في بداية بعثته في مكة المكرمة إلى صلة أرحامهم، وجعلها من واجبات
الإيمان وعلاماته، وحثَّ النبي الكريم أمّته على صلة الأرحام، ونهاهم عن قطيعتها،
مبيناً سرعة ظهور آثار الصلة أو القطيعة في حياة الإنسان، فذلك مما يُجازى به
الإنسان في دنياه.
وصلة الأرحام من أحب الأعمال
إلى الله تعالى، وللرحم حقوقٌ واجبة لا بد للمسلم من أدائها، وبيان هذه الحقوق على
الوجه الآتي:
1- الإنفاق عليهم، وإعانتهم على حوائجهم، ودفع الضرر
الواقع عليهم، والقيام بخدمتهم.
2- بشاشة الوجه وطلاقته عند رؤيتهم.
3- نصحهم وإرشادهم للخيرات في أمور دينهم ودنياهم،
وذلك بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وطلب الهداية لهم من الله تعالى.
4- مؤازرتهم في أفراحهم وأحزانهم، وذلك بعيادة
المريض منهم، وتعزيتهم عند وقوع مصيبة أو موت أحدهم، وتلبية دعوتهم، ومشاركتهم في
أفراحهم ومناسباتهم.
5- مساعدتهم في كافة شؤونهم، وتفريج كرباتهم
ومصائبهم.
6- زيارتهم وحسن مخاطبتهم، وتحمّل الأذى والجفاء
الصادر منهم
7- تقديم الهدايا والهبات والأعطيات لهم
8- تخصيص الأيتام منهم بالعناية والرعاية