2022/12/30 07:09

غلبة الطابع المادي على الأبناء

بالنسبة لغلبة الطابع المادي على الأبناء ، فلا ينكر أحد أن هذه الظاهرة إنما هي سمة من سمات هذا العصر ، فالتقدم المادي ينطلق بسرعة هائلة ولا يواكبه التزام بالقيم الإنسانية .
وعلى ذلك فالأسرة مسؤولة عن تدعيم هذا التفكير المادي لدى الأبناء ، لأن الآباء أنفسهم حريصون على هذا الجانب المادي .

ولا ننكر أهمية المادة في حياة الإنسان ، ولكن لا بد من توازن الجانبيين ، فالمادة يجب أن تكون معياراً نقيس به ما لدينا من قيم إنسانية ومبادئ خلقية ، وديننا يعلمنا ذلك ، فقد ربطت آيات القرآن الكريم بين الجانبيين رباطاً متجانساً منسجماً ، ولا أدل على ذلك من أن الإخبار بإكمال الدين قد أتى جزءاً من آية بيان المحرمات في المأكل والمشرب ، قال تعالى : (( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )) سورة المائدة آية 3
بل إن القرآن قد اعتبر دع اليتيم وعدم الحض على طعام المسكين اعتبره تكذيباً بالدين ، فقال سبحانه تعالى : (( أرأيت الذي يكذب بالدين . فذلك الذي يدع اليتيم . ولا يحض على طعام المسكين ))سورة الماعون آية 1 - 3 .