حضور الأطفال للمساجد دلت
عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم لما يأتي :
عَنْ أَبِى قَتَادَةَ رضي
الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنِّي لأَقُومُ
فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا ، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ ، فَأَتَجَوَّزُ
فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ " [ رواه البخاري ،
ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه ] .
ومعنى فأتجوز أي : أخفف ،
وهذا الحديث دليل على جواز حضور الصبيان إلى المساجد .
وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها
قَالَتْ : أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي
بِصَلاَةِ الْعِشَاءِ وَهِىَ الَّتِي تُدْعَى الْعَتَمَةَ ، فَلَمْ يَخْرُجْ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : نَامَ
النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ
لأَهْلِ الْمَسْجِدِ حِينَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ : " مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ
مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ غَيْرُكُمْ " ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ
الإِسْلاَمُ فِي النَّاسِ " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] .
ومعنى أعتم : أي أخر صلاة
العشاء ، وهذا يدل على جواز حضور الصبيان صلاة الجماعة في المسجد .
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ
الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ
يُصَلِّي وَهْوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم وَلأَبِي الْعَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ _ يعني والد
أمامة _ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا ، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا " [ متفق عليه ] .
وهذا الحديث يدل على جواز
إدخال الصغار في المسجد .
لكن لنقف وقفة صريحة صادقة
مع أنفسنا ، أأطفالنا اليوم هم أطفال الأمس من الصحابة والتابعين ؟
والله شتان بين الفريقين ،
إنه فرق واسع ، وبون شاسع بين الجيلين ، إن أجيالنا اليوم أجيال تتلقفهم الخادمات
والفضائيات ، يربونهم على غير النهج الصحيح ، أما أطفال الصحابة رضوان الله عليهم
أجمعين ، فهم نشء تربى على الكتاب والسنة ، ونحن اليوم يخالف كثير منا كتاب الله
تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، بل وجد من بني جلدتنا من يحارب الكتاب
والسنة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فكيف ستخرج أجيال تعرف للمساجد حرمتها وحقوقها
؟
لكن لا نفقد الأمل ففي
الكثير من المسلمين خير وفير .